تابع شجرة النخيل

**مهندس عصام** الجمعة مايو 21, 2010 1:53 am

- الأسس الفنية لزراعة ونجاح زراعة النخيل .
- تلقيح النخيل .
- التكاثر في النخيل .
- دراسة أهم أصناف النخيل والقيمة الغذائية والتطبيقية
- جولة عملية في مركز النخيل والتعرف على كيفية فصل الفصائل وزراعتها وإجراء التلقيح .
-
التكاثر

يمكن إكثار أشجار نخيل البلح عن طريق الوسائل التالية :

1- التكاثر بالبذور :
تعد طريقة التكاثر بالبذور الأصل في تكاثر أشجار نخيل البلح منذ القدم وقد نتج عن استخدام هذه الوسيلة أصناف كثيرة أعطيت أسماء معروفة .
ويسمى النخيل الناتج من البذور في مملكة بأسماء عديدة هي ألوان أو بكاير أو دجل (دقل) أو خصاب .
ونظراً لأن أشجار نخيل البلح ثنائية المسكن , لذلك عند زراعة البذور فإنها تعطي العديد من البادرات نصفه من الإناث والنصف الآخر من الذكور, ولكن غالباً ما تكون نسبة الذكور من43-56 % والباقي إناث ,وتستخدم هذه الطريقة في إكثار ذكور النخيل (الفحول) في معظم مناطق المملكة . كما تستخدم في إكثار أشجار النيل في المناطق الجديدة لزراعة النخيل في العالم , كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية وأسبانيا .
وفي أسبانيا يزرع النخيل من البذور لإنتاج أشجار تستخدم كأشجار زينة أو تستخدم للحصول على الأوراق ( السعف ) لاستخدامها في بعض الاحتفالات الدينية لبعض طوائف النصارى .ومع ذلك تعتبر هذه الطريقة مصدراً أساسياً لإنتاج أصناف جديدة من النخيل عن طريق الانتخاب بين آلاف البادرات خلال سنوات طويلة في محطات الأبحاث والتجارب الخاصة بأشجار نخيل البلح .وبذور النخيل سهلة الإنبات وتنبت بذور الأصناف الجافة أسرع من بذور الأصناف نصف الجافة الرطبة .وقد وجد أن تجفيف البذور على درجة حرارة 40-50˚ م لمدة ساعتين يسرع من إنباتها كذلك وجد أن نقع البذور لمدة أسبوع مع تغيير الماء يومياً يسرع من إنبات البذور, وتتراوح نسبة إنبات البذور في معظم الأحيان بين 80 -90 % , وأفضل طريقة لزراعة البذور هي زراعتها في أحواض في أرض المشتل ضمن مساكب أبعادها (1x4 ) م وبعمق( 5 سم) تحت سطح التربية , وعندما يصل ارتفاع البادرات إلى طول (30 سم) تنقل لزراعتها في جور على أبعاد 2 م بين البادرة والأخرى .وقد وجد أن الإنبات يكون أسرع عند زراعة البذور في شهر سبتمبر (برج السنبلة) عنه في الإنبات في شهر فبراير (برج الدلو) . وتحتاج البذور إلى 2—4 أسابيع لإعطاء الجذور وحوالي 3 أشهر لتكوين المجموع الخضري .ومن الصعب التمييز بين البادرات المذكرة والمؤنثة قبل الإزهار , ولكن هناك طريقة تقليدية لم تثبت صحتها بعد تستخدم لغرض التمييز بين البادرات المذكرة و البادرات المؤنثة . وتتلخص هذه الطريقة في زراعة البذور في أوان أو صناديق خشبية بعد الإنبات تغطى البادرات الناتجة بقطعة من الخيش . وبعد نمو البادرات يلاحظ أن هناك عدداً من البادرات اخترقت الخيش وظهرت قمتها وهذه البادرات هي البادرات المذكرة بينما البادرات الأخرى الضعيفة التي لم تتمكن من اختراق الخيش هي البادرات المؤنثة .

 وعموماً لا ينصح باستخدام طريقة التكاثر بالبذور لإكثار نخيل البلح على نطاق تجاري للأسباب التالية :
 معظم الأصناف الناتجة من البذور ذات صفات ثمرية غير معروفة حتى يحين موعد الإزهار والإثمار وقد تكون الصفات جيدة أو رديئة .
 أشجار النخيل الناتجة عن البذور تتأخر في الإثمار, حيث وجد أنها تثمر بعد مضي حوالي 6- 8 سنوات من زراعة البذور , وأن كانت هناك الحالات غير الطبيعية التي تزهر فيها الأشجار بعد مرور 3 - 4 سنوات فقط من زراعة البذور.
 الأشجار الناتجة من بذور النخلة الواحدة لا تكون متماثلة في أثمارها وشكلها وحجمها مما يجعلها غير صالحة للتسويق .
 صعوبة التمييز بين البادرات المذكرة والمؤنثة إلا بعد الإزهار مم يؤدي إلى العناية بعدد كبير من البادرات حتى ميعاد الإزهار .

2- التكاثر بالفسائل

تعد طريقة التكاثر بالفسائل الطريقة المثلى في إكثار أشجار نخيل البلح , وذلك من أجل الحصول على أشجار ذات صفات مشابه للأم من جميع النواحي , سريعة الإثمار . وهذه الطريقة في تكاثر أشجار نخيل البلح معروفة منذ القدم وما زالت تتبع حتى الآن بنفس الطريقة وتعرف الفسائل بأسماء عديدة منها : الخلفة أو الودي أو الفرخ .
تكوين الفسائل
فسائل النخيل نموات خضرية , تنشأ من البراعم الجانبية التي توجد في آباط الأوراق القاعدية عند اتصالها بالساق بالقرب من سطح التربة . وهذه البراعم تتحول إلى فسائل أو إلى أنواع أخرى من التراكيب الوسطية التي قد تحتوي على أجزاء زهرية غير كاملة , أو ورقة أو نورة زهرية , أو قد تموت .وقد وجد أن تكشف البراعم الخضرية الجانبية إلى فسائل في أشجار النخيل يتحدد بتكوين بعض منظمات النبات الحيوية ( الهرمونات ) في قمة النخلة الأم وتحركها إلى الأسفل .
عدد الفسائل التي تنتجها النخلة
يختلف عدد الفسائل التي تنتجها النخلة الأم طيلة حياتها حسب الأصناف , وعمليات الخدمة , والعناية التي أعطيت لها . وتعطي النخلة الجيدة طيلة حياتها من 10 – 25 فسيلة . وقد يصل هذا العدد أحياناً إلى 30 فسيلة كما لوحظ أن بعض الأشجار قد لا تعطي فسائل طيلة حياتها وهناك بعض الأصناف المعروفة بإنتاجها العالي الفسائل مثل أصناف : السلج والصفري والخضري , بينما هناك أصناف أخرى تعطي عدداً قليلاً من الفسائل مثل أصناف : البرحي و المكتومي وغيرها (مرعي , 1971م .) .وقد وجد أن النخيل المعتنى به ينتج عددا من الفسائل أكثر من النخيل غير المعتنى به .يتوقف أكثر من النخيل غير المعتنى به .يتوقف إنتاج النخلة بعد مرور20سنة من زراعتها في البستان,وقد يتوقف إنتاج النخلة بعد مرور10-15سنة ,فقط.وقد يلجأ بعض المزارعين إلى ترك الفسائل بجوار أمهاتها حتى تصل النخلة الأم إلى عمر 10-20سنة ,ثم تفصل بعد ذلك مرة واحدة ,بينما يلجأ بعضهم إلى فصل الفسائل المتقدمة في العمر مع ترك الفسائل الحديثة التي تفصل فيما بعد .وهذه الطريقة الأولى . وأحياناً تعطيا لنخلة فسائل عالية عن سطح الأرض ,وليس لها مجموع جذري تسمى الطواعين أو الراكوب high offshoots ونسبة نجاحها منخفضة0
-2- مواصفات الفسيلة الجيدة :
أهم المواصفات التي يجب توافرها في الفسائل الجيدة :
• أن يتم انتخاب الفسائل من الأصناف الممتازة المعروفة بجودة ثمارها وبحملها الجيد .
• يجب أن لا يقل عمر الفسيلة عن 3-4 سنوات وأن يترواح وزنها من 15-20 كغم .
• يجب أن يكون للفسيلة مجموع جذري جيد وخالي من الإصابة بالأمراض والآفات.
• يجب أن لا تؤدي طريقة فصل الفسيلة من الأم إلى إيذائها مثل التجريح الزائد أو تكوين تجاويف .
• يجب أن يقوم بعملية فصل الفسائل عمال مهرة ومدربين .
مواعيد فصل الفسائل :
هناك موعدان لفصل الفصائل هما :
الموعد الأول : وذلك خلال شهري فبراير ومارس وقد يمتد الموعد حتى شهر ابريل (أبراج الدلو والحوت والحمل).
الموعد الثاني: وذلك خلال شري أغسطس وسبتمبر (برجي الأسد والسنبلة ) وقد يمتد حتى شهر أكتوبر
(برج الميزان) .
طريقة فصل الفسائل :
قبل موعد فصل الفسائل بحوالي شهرين , ينظف ما حولها من الفسائل الصغيرة , ثم توضع حولها تربة لكي تساعدها على تكوين مجموع جذري قوي , ثم تتبع الخطوات التالية :
• تقلم أوراق الفسيلة بحيث لا يبقى منها سوى صفين حول قلب الفسيلة ويقرط المتبقي من الأوراق بحوالي النصف تقريباً ثم يربط ربطاً هيناً حتى لايعيق عملية التقليع .
• يقلم الكرناف بحيث لا يترك منه شيء نام حول الساق.
• تزال التربة المحيطة بمكان اتصال الفسيلة المراد فصلها حتى يظهر مكان اتصالها بالأم .
• يؤتى بالعتاة , ويوضع حدها على منطقة اتصال الفسيلة بالأم (الفطامة , السلعة , المشيمة) ويقوم العامل برفع العتلة بيديه ويهوي بها على منطقة الاتصال , ويكرر الضرب حتى يتم فصل الفسيلة عن الأم . ويستخدم المزارعون في المملة آلة تسمى العتلة أو الهيب في فصل فسائل النخيل . والعتلة قضيب من الصلب يتراوح طولها من 120 – 130 سم ولها سلاح حاد يشبه الأزميل يستخدم في الضرب على منطقة اتصال الفسيلة بالأم مرتين أو ثلاثاً حتى يتم فصل الفسيلة عن الأم .
وهناك آلات أخرى تستخدم لفصل فسائل النخيل في بعض الدول المهتمة بزراعة النخيل , ففي ليبيا يستخدم منشار قصير ذو أسنان مائلة , وفي مصر والجزائر والسودان تستخدم العتلة مع الدق فوقها بقطعة من الخشب , وفي كاليفورنيا وأريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية يستعملون آلة خاصة وهي عبارة عن شفرة قاطعة مصنوعة من صلب جيد متصلة بقضيب من الحديد , وعند الفصل يرفع العامل العتلة بيديه ويهوي بها على منطقة اتصال الفسيلة بالأم , ويتبع ذلك بضربة ثانية وأحيانا قد يستلزم ضربة ثالثة حتى يتم فصل الفسيلة .
ويوصى بإتباع عملية فصل الفسائل بواسطة العتلة دون الدق فوقها , والعدد الذي يقوم عاملان بقلعه من الفسائل يصل إلى 10-15 فسيلة في اليوم . ويجب أن يكون العامل مدرباً ولديه خبرة كبيرة في عملية الفصل حتى لايتسبب في حدوث أضرار لفسيلة أو النخلة الأم .
تشجيع الفسائل على تكوين مجموع جذري
أجريت محولات لتكوين مجموع جذري جيد على الفسائل عن طريق استخدام بعض منظمات النبات الحيوية مثل IBAو IAA و NAA حيث تم رش قواعد الفسائل أو غمرها في محاليل من هذه المواد إلا أن جميع هذه المواد لم تعطي نتائج جيدة وواضحة في تشجيع تكوين الجذور على الفسائل . وقد أجريت تجربة لتشجيع تكوين الجذور على قواعد الفسائل قليلة الوزن (2-8 كغم) بكلية الزراعة جامعة الملك سعود عن طريق استخدام نظام الري الرذاذي السفلي (نظام الرذاذ المعكوس) Inverted mist method وقد أعطت هذه الطريقة نتائج جيدة , حيث ساعدت على تكوين مجموع جذري جيد بعد مرور أربع أشهر من المعاملة .

العناية بالفسائل بعد الفصل :
بعد أن تفصل الفسائل يجب أن تعطى العناية الكافية حتى يحين موعد زراعتها حيث يتم وضعها في مكان ظليل مع ترطيب جذورها بالماء أو وضعها في ماء جار . كما يفضل لف جذور هذه الفسائل في أكياس من الخيش مع وضع بعض القش حولها ورشها من آن لأخر بالماء مع عم تعرضها للجفاف . كما يجب تعقيم الفسائل حتى لاتتعرض للإصابة بالفطريات الموجودة في التربة مما يؤدي إلى تعفنها , وذلك عن طريق معاملتها بأحد المبيدات الفطرية المناسبة مثل مبيد الفربام أو الفرميت بتركيز 1% عن طريق غمر قواعد الفسائل في محلول من أحد هذه المبيدات لمدة نصف ساعة قبل الزراعة , كما يوصى بزراعة الفسائل بمجرد فصلها من الأم دون تأخير, حيث وجد أن تأخير زراعة الفسائل يقلل من نسبة نجاحها ( البكر 1972 م) .
 مواعيد زراعة الفسائل :
 تتم زراعة فسائل النخيل في موعدين رئيسيين هما :
 - الموعد الربيعي : وذلك خلال الفترة من 15 نيسان
ولـ 15 أيار .
- الموعد الخريفي : وذلك خلال الفترة من منتصف أيلول وحتى منتصف تشرين الأول .
ويعتبر الموعد الأول أفضل المواعيد لفصل الفسائل.وقد تزرع الفسائل في الأماكن المستديمة مباشرةً في البستان ,ولكن نسبة نجاحها أقل ,أو قد تزرع بالمشتل لمدة سنة أو سنتين قبل نقلها للبستان وفي هذه الحالة تسمى " بنت جورة".
 العناية بالفسائل بعد الزراعة :
 يجب عدم غرس الفسائل عميقة أكثر من اللازم في التربة , حتى لا يتعرض قلب الفسيلة للماء أثناء الري , مما يؤدي إلى تعفن الفسيلة وموتها في النهاية .
 يجب ألاّ يكون وضع الفسيلة أثناء الغرس عمودياً بل يجب زراعتها بميل في اتجاه الشمال حتى لا يكون قلب الفسيلة معرضاّ لتعامد أشعة الشمس عليه في وقت الظهيرة مما يتسبب في جفاف الفسيلة وموتها .
 يجب تغطية الفسائل فور زراعتها بالخيش أو سعف النخيل لحمايتها من الحرارة الشديدة والبرد الشديد .
 يجب ري الفسائل بعد زراعتها يومياً لمدة 45 يوم مع تقليل الري بعد ذلك .
 يجب الإهتمام بمقاومة الحشائش التي تتكون بجوار الفسائل باستمرار حتى لا تنافس الفسائل في الحصول على الماء والغذاء .
 والشكل التالي يوضح فسيلة مزروعة حديثا في أرض البستان

 شكل يبين فسيلة مزروعة حديثا في أرض البستان

نجاح الفسائل
بعد زراعة الفسائل يكون بعضها جذوراً بعد فترة قصيرة بينما قد يتأخر نمو جذور بعضها الأخر وفي هذه الحالة تبدأ الأوراق الخارجية للفسائل المزروعة في الجفاف , ثم تموت الفسيلة في النهاية وللتأكد من موت الفسيلة , تسحب الورقة الداخلية لها برفق فمعنى ذلك احتمال موت الفسيلة ولكنه ليس من الضروري أن تكون لفسيلة قد ماتت , لذلك يفضل تركها في مكانها فترة أخرى للتأكد من موتها , وفي هذه الحالة قد تترك الفسيلة لمدة قد تصل لمدة 18 شهراً للتأكد من موتها .تختلف نسبة نجاح الفسائل بدرجة كبيرة حسب درجة العناية بها , وطريقة فصلها من الأم , وحسب الصنف وقد تصل نسبة النجاح في بعض الفسائل في بعض المناطق الى 98 % وأي إهمال فيما سبق يؤدي إلى انخفاض نسبة النجاح .
استخدام الرواكيب :
تستخدم الرواكيب في أكثار أشجار النخيل عند الحاجة إلى إكثار بعض الأصناف النادرة أو الأصناف التي لا تكون فسائل عادية بأعداد مناسبة , ومن المعروف أن نسبة نجاح الرواكيب منخفضة جداً مقارنة بنسبة نجاح الفسائل . وقد أجريت محاولات عديدة لاستخدام الرواكيب في التكثير عن طريق تشجيعها وهي متصلة بالأم لتكوين مجموع جذري خاص بها يساعد على نجاحها بعد ذلك .وقد استخدم لهذا الغرض عدة وسائل منها عمل صندوق خشبي حول منطقة اتصال الراكوب بالأم ثم يملأ هذا الصندوق بالتربة المناسبة المنداة بالماء , ويترك لعدة شهور حتى تتكون جذور على الراكوب , وبعد ذلك يفصل ويزرع ويعامل مثل الفسائل تماماً , كما أمكن استخدام أكياس من البولي ايثيلين تربط حول قاعدة النخلة وتملأ بالتربة الرطبة حتى يتكون مجموع جذري خاص بالراكوب ومن ثم يفصل ويزرع .

مشاتل النخيل
تفضل زراعة فسائل النخيل بعد فصلها مباشرة من الأم في مشاتل معينة لمدة سنة أو سنتين قبل زراعتها في البستان الدائم . وعند زراعة الفسائل بالمشتل تجهز جور مناسبة لفسيلة باتساع 70*70*70 سم وبين الجورة والأخرى متران , وبين الصنف والأخر متران أيضاً مع مراعاة زراعة كل صنف على حده في المشتل ,ويجب إتباع الشروط الواجب مراعاتها عند زراعة الفسائل في المشتل , كما هو الحال عند الزراعة في البستان الدائم , وهذه الفسائل تسمى بنت جورة أو البتول أو المحول (خليفة وآخرون).
التكاثر بزراعة الأنسجة
بدأ في السنوات الأخيرة الاتجاه نحو استخدام طريقة زراعة الأنسجة وهي إحدى طرق التكاثر الدقيق في إكثار أشجار نخيل البلح وخاصة الأصناف الممتازة التي لا يتوافر منها العدد الكافي من الفسائل للتوسع في زراعتها مما أدى إلى ارتفاع أسعار فسائلها ارتفاعاً كبيراً , وقد نجحت هذه الطريقة في إنجاح العديد من أشجار الفاكهة وخاصة الحمضيات والتفاح والعنب ونخيل الزيت وغيرها .وقد نجحت أيضا مع أشجار نخيل البلح وأمكن الحصول على أعداد كبيرة من فسائل الأصناف الممتازة وزرعت في مناطق عديدة من دول العالم المهتمة بالتمور, وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت والمغرب وغيرها .
وهناك بعض الآراء التي تؤكد أ ن أصناف نخيل البلح الناتجة عن طريق زراعة الأنسجة سوف تختلف في صفاتها الخضرية والثمرية عن الأم التي أخذت عنها البراعم نظراً لاستخدام نسيج الكالس – وهو نسيج خضري- يمكن أن تحدث به تغيرات وراثية عديدة , وبذلك لا تختلف هذه الطريقة عن طريقة التكاثر بواسطة البذور التي لا ينصح بها لعدم التأكد من تشابه الصنف الناتج مع الأم التي أخذت منها البراعم التي استخدمت في عملية التكاثر . إلا أن الفسائل الناتجة عن طريق زراعة الأنسجة وزرعت بالمملكة العربية السعودية والكويت وبعض الدول الأخرى أعطت أصنافا مشابهة تماماً للأمهات التي أخذت منها البراعم .ويمكن الحصول على فسائل نخيل بلح ناتجة من زراعة الأنسجة عن طريق السلالات الخضرية أو السلالات الجنسية وذلك عن طريق زراعة الأنسجة المأخوذة من أشجار مكتملة النمو أو فسائل خضرية أو فسائل ناتجة من البذور (إبراهيم وحجاج 1993 م ) وتشمل خطوات إكثار أشجار النخيل بطريقة زراعة الأنسجة عن طريق السلالات الخضرية على الخطوات الآتية :
أ - بدء زراعة الأنسجة Initiation
يتم في أول الأمر الحصول على الأنسجة النشيطة من القمة النامية للفسائل المختارة من الأصناف المطلوب إكثارها ثم تزرع هذه الأنسجة في وسط مغذ يحتوي على مصدر للطاقة (سكر السكروز) وأجار 1 % ومواد عضوية معينة . وبعض منظمات النبات الحيوية مثل أندول أستيك أسيد IAA و نفتالين اسيتك أسيد NAA و أندول بيوتيريك أسيد IBA و السيتو كينين Cytokinins مع ضبط درجة الحموضة عند 5.7 وذلك تحت ظروف معقمة تماماً , وبعد ذلك توضع الأنابيب في غرفة مظلمة أو حضانة بدون إضاءة على درجة 28 -27˚ م .
تطور النبات الجديد
يتم تكوين أنسجة الكالس أو الكدب (callus) عل الأسطح المقطوعة بعد فترة من الوقت تصل إلى حوالي ثلاث أشهر , ثم تعاد زراعة أنسجة الكالس في أنابيب اختبار جديدة تحتوي على بيئة غذائية مثل السابقة مع إضافة بعض الهرمونات إليها , ثم يتم تحضينها في درجة حرارة 27˚ م وإضاءة 16 ساعة يومياً , ويبدأ خلال هذه الفترة تكوين الكالس الذي يكون بداية للأجنة,بعد ذلك يتم نقلها وزراعتها في بيئية غذائية جديدة تحت ضروف معقمة لإكثار الأجنة الخضرية المتكونة.وبعد نلك تنقل الأجنة الخضرية إلى انابيب تحتوي على بيئة غذائية جيدة بها هرمونات خاصة لتشجيع تكوين الجذور على هذه الأجنة ويتم ذلك خلال شهرين تقريباً .
يلاحظ أن كل مرحلة من مراحل التطور والنمو تحتاج إلى عناية خاصة والى وسط مغذي مناسب , وكذلك إلى ظروف بيئية مناسبة خاصة من حيث الإضاءة ودرجات الحرارة وغيرها . تمر البادرات الناتجة بمرحلة تسمى التقسية ويتم ذلك عن طريق زراعتها في تربة معقمة في بيت زجاجي تحت ظروف متحكم فيها من درجات الحرارة والرطوبة , ويتم تعريض البادرات الجديدة للظروف الطبيعية بصورة تدريجية خلال فترة ثلاثة أشهر حتى تصبح جاهزة للزراعة في المشتل .
الزراعة بالمشتل
تزرع البادرات الناتجة من المرحلة السابقة في أصص صغيرة في تربة جيدة خالية من الملوحة ومعقمة في المشتل مع الاهتمام بالعمليات الزراعية وخاصة الري والتسميد ومقاومة الحشائش والأمراض التي قد تتعرض لها البادرات خلال هذه الفترة وتكون هذه البادرات فسائل جاهزة للزراعة في البستان المستديم بعد حوالي 12-18 شهراً من بداية زراعتها في المشتل , وبعد زراعة الفسائل في البستان الدائم , أمكن الحصول على إثمار من هذه الفسائل بعد مرور من 3-5 سنوات مع العناية التامة بخدمتها جيداً من حيث أتباع جميع العمليات الزراعية بطريقة سليمة (اصدرا ندوة النخيل الثانية جامعة الملك فيصل الاحساء 1986 م).
إنشاء البستان
يفضل إعداد تربة البستان قبل الزراعة عن طريق زراعتها بأحد المحاصيل البقلية مثل البرسيم أو لوبيا العلف , ثم قلبها بالتربة لزيادة مادتها العضوية , ثم تسوى التربة وتخطط حسب الرسم الموضوع لها مع الأخذ في الاعتبار طريقة الري المستخدمة ومراعاة ترك طرق كافية للمرور في البستان وبعد ذلك تحدد أماكن الجور الخاصة بالزراعة على المسافات المناسبة .تزرع الفسائل باستخدام النظام المربع حيث تشغل كل شجرة مساحة متساوية مع الأخرى كما يمكن خدمة الأشجار والعناية بها بسهولة , وقد وجد أ ن أفضل مسافة لزراعة أشجار النخيل في البستان الدائم هي 10*10 م . إلا أنه في المزارع القديمة في المملكة وخاصة في المنطقة الشرقية كانت أشجار النخيل تزرع على مسافات ضيقة تتراوح من 6-7 م , وقد تزرع الأشجار على مسافة 8*8 م في التربة الرملية . ويتم حفر جور مناسبة مساحتها 1*1*1 م قبل الزراعة بوقت كاف , ويفضل أن تستبعد تربة الجورة , وتستخدم تربة جديدة مكونة من 1(جزء كمي ) ,2 (جزء رمل) ويمكن وضع كمية مناسبة من السماد العضوي المتحلل (الدمال) في قاع الجورة , مع ملاحظة أن تكون هناك مسافة لا تقل عن 20-25 سم بين قاعدة النخلة والمواد العضوية الموجودة في قاع الجورة .أما بالنسبة لمواعيد الزراعة , والعناية بالبستان بعد الزراعة فقد تم ذكره سابقاَ .ويمكن الاستفادة من المسافة بين أشجار النخيل وذلك خلال السنوات الأولى من عمر البستان عن طريق زراعة بعض المحاصيل الحقلية أو بعض محاصيل الخضر , كما يمكن أيضاً زراعة بعض أشجار الفاكهة الأخرى والتي لا تشغل حيزاً كبيراً من الأرض بين أشجار النخيل , كما هو متبع في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية حيث تزرع أشجار الليمون أو الرمان أو العنب وغيرها وفي المنطقة الوسطى وخاصة منطقة القصيم تزرع بعض محاصيل الخضر وخاصة الطماطم والفلفل والباذنجان بين أشجار النخيل وفي بعض الأحيان تزرع أشجار الحمضيات أو العنب .

تشجيع الفسائل على تكوين مجموع جذري
أجريت محاولات لتكوين مجموع جذري جيد على الفسائل عن طريق استخدام بعض منظمات النبات الحيوية مثل :NAAو IAA وIBA حيث تم رش قواعد الفسائل أو غمرها في محاليل من هذه المواد إلا أن جميع هذه المواد لم تعط نتائج جيدة وواضحة في تشجيع تكوين الجذور على الفسائل . وقد أجريت تجربة لتشجيع تكوين الجذور على قواعد الفسائل القليلة الوزن ( 2 – كجم ) بكلية الزراعة ، جامعة الملك سعود عن طريق استخدام نظام الري الرذاذي السفلي ( نظام الرذاذ المعكوس ) inverted mist method وقد أعطت هذه الطريقة نتائج جيدة ؛ حيث ساعدت على تكوين مجموع جذري جيد بعد مرور 4 أشهر من المعاملة .
استخدام الرواكيب
 تستخدم الرواكيب في اكثار أشجار النخيل عند الحاجة عند الحاجة إلى اكثار بعض الاصناف النادرة او الاصناف التي لا تكون فسائل عادية بإعداد مناسبة . ومن المعروف ان نسبة نجاح الرواكيب منخفضة جدا مقارنة بنسبة نجاح الفسائل . وقد اجريت عدة محاولات لاستخدام الرواكيب في التكاثر عن طريق تشجيعها وهي متصلة بالأم لتكوين مجموع جذري خاص بها يساعد على نجاحها بعد ذلك .

 وقد استخدم لهذا الغرض عدة وسائل ؛ منها عمل صندوق خشبي حول منطقة اتصال الراكوب بالأم ثم يملا هذا الصندوق بالتربة المناسبة المنداة بالماء ، ويترك لعدة شهور حتى تتكون جذور على الركوب ، وبعد ذلك يفصل ، ويزرع ، ويعامل مثل الفسائل تماماً . كما امكن استخدام اكياس من البولي إثيلين تربط حول قاعدة النخلة وتملأ بالتربة الرطبة حتى يتكون مجموع جذري خاص بالراكوب ومن ثم يفصل ويزرع ، (شكل 25 ) .
مشاتل النخيل
 تفضل زراعة فسائل النخيل بعد فصلها من الام في مشاتل مهينة لمدة سنة او سنتين قبل زراعتها في البساتين الدائم . وعند زراعة الفسائل بالمشتل تجهز جور مناسبة باتساع 70×70×70سم ، وبين الجورة والأخرى متران ، وبين الصف والأخر متران ايضاً . مع مراعاة زراعة كل صنف على حده في المشتل . ويجب اتباع الشروط الواجب مراعاتها عند زراعة الفسائل في المشتل ، كما هو الحال عند الزراعة في البستان الدائم ، وهذه الفسائل تسمى بنت جورة أو البتول أو المحول ( خليفة وآخرون ، 1983 م).

طريقة فصل الفسائل
 قبل موعد فصل الفسائل بحوالي شهرين ، ينظف ما حولها من الفسائل الصغيرة ، ثم توضع حولها تربة لكي تساعدها على تكوين مجموع جذري قوي ، ثم تتبع الخطوات الاتية :
• تقليم أوراق الفسيلة بحيث لا يبقى منها سوى صنفين حول قلب الفسيلة ، ويقرط المتبقي من الاوراق بحولي النصف تقريباً ، ثم يربط ربطاً هينا حتى لا يعيق عملية التقليع .
• يقلم الكرناف بحيث لا يترك منه شيء نام حول الساق .
• تزال التربة المحيطة بمكان اتصال الفسيلة المراد فصلها حتى يظهر مكان اتصالها بالأم .
• يؤتى بالعتلة ، ويوضع حدها على منطقة اتصال الفسيلة بالأم ( الفطامة ، السلعة ، المشيمة ) ويقوم العامل برفع العتالة بيديه ويهوي بها على منطقة الاتصال ، ويكرر الضرب حتى يتمك فصل الفسيلة عن الام .

 ويستخدم المزارعون آلية تسمى العتلة أو الهيب في فصل فسائل النخيل . والعتلة قضيب من الصلب يتراوح طولها من 120 – 130 سم ولها وسلاح حاد يشبه الأزميل يستخدم في الضرب على منطقة اتصال الفسيلة بالأم مرتين أو ثلاثاً حتى يتم فصل الفسيلة عن الأم ( شكل 25 ) .
 وهناك آلات أخرى تستخدم لفصل فسائل النخيل في بعض الدول المهتمة بزراعة النخيل ؛ ففي ليبيا يستخدم منشار قصير ذو أسنان مائلة ، وفي مصر والجزائر والسودان تستخدم العتالة مع الدق فوقها بقطعة من الخشب ، وفي كاليفورنيا وأريزونا بالولاايات المتحدة الأمريكية يستعملون آلة خاصة وهي عبارة عن شفرة قاطعة مصنوعة من صلب جيد متصل من الحديد ،

 وعند الفصل يرفع العامل العتلة بيديه ويهوي بها على منطقة اتصال الفسيلة بالأم ، ويتبع ذلك بضربة ثانية وأحيانا قد يستلزم ضربة حتى يتم فصل الفسيلة .
 ويوصى باتباع عملية فصل الفسائل بواسطة العتلة بدون الدق فوقها ، والعدد الذي يقوم عاملان بقلعة من اتلفسائل يصل إلى 10 – 15 فسيلة في اليوم . ويجب أن يكون العامل مدرباً ولديه خبرة في عملية الفصل حتى لا يتسبب في حدوث أضرار للفسيلة أو للنخلة الأم .

تلقيح النخيل

يتم العمل على تلقيح النخيل المثمر بنقل حبوب اللقاح من النخيل المذكر إلى المؤنث حيث تتم علمية الإخصاب وتكوين الثمار .

أ – عوامل نجاح التلقيح .

1 – تجرى عملية التلقيح تحت أشعة الشمس .

2 – تجنب إجراء عملية التلقيح أثناء هطول الأمطار أو في أوقات الغيوم أو الضباب .

3 – يجب التأكد من حيوية حبوب اللقاح وصلاحيتها للتلقيح .

4 – يوضع في القنو الكمية الكافية من شماريخ حبوب اللقاح التي تعمل على تلقيح الأزهار المؤنثة.

5 – تؤخذ حبوب اللقاح من ذكر تتوفر فيه الشروط التالية :

- أن تكون حبوب اللقاح ذات حيوية ورائحة شديدة يمكن معرفتها من كثرة عقد الثمار عند التلقيح.

- أن ينتج الذكر عدد كبير من الأكمام الزهرية بأحجام كبيرة .

- أن يؤخذ اللقاح من نخيل معروف بكثرة إخصابه وجودته .

- عدم تساقط الأزهار من شماريخها عندما تجف .

ب – طريقة التلقيح .

1 – تتم هذه العملية في الربيع عند اكتمال نمو الطلع وانشقاق غلافه بيومين أو ثلاثة أيام إلى خمسة أو ستة أيام بالنسبة لبعض النخيل ، يصعد الملقح إلى النخلة لإجراء عملية التلقيح بوضع كمية كافية من شماريخ اللقاح تقدر بحوالي 5 – 10 شماريخ في كل قنو أنثوي بحيث توضع مقلوبة حتى تتساقط حبوب اللقاح منها على الأزهار المؤنثة ويربط حول القنو ربطة خفيفة لعدة أيام .

2 – يجب أن تتم عملية التلقيح بمجرد انشقاق القنو الأنثوي لأنه كلما تأخر التلقيح كلما قلت فرصة الإخصاب وبالتالي تقل نسبته ، لذلك يتابع النخيل ويتم التلقيح له أولاً بأول