كل شــــــــــــــــــــيء عن الحــــــــــليب

**مهندس عصام** الجمعة مايو 21, 2010 2:21 pm

اعتبر الحليب افضل طريقة لتعزيز صحة الجسم بالكوب . ومع ذلك، وجدت بعض الأبحاث العملية التي أجريت في السنوات الاخيرة بعض الروابط بين انواع الحليب المختلفة، عدا حليب الأم، وعدد من المخاوف الصحية . وقبل ثلاثة اعوام ثار جدل كبير في بعض الدول الغربية بعد دعوة الحكومات الى اصدار “تحذيرات صحية” عن الحليب ومشتقات الألبان بدعوى ان هذه المنتجات تلعب دورا في زيادة مخاطر الاصابة ببعض الأمراض مثل السكري وبعض انواع السرطان . كما سبق لباحثين سويديين ان اعلنوا رسميا ان شرب اكثر من كوب واحد من الحليب يوميا يمكن ان يضاعف خطر الاصابة بسرطان المبيض .

ومع ذلك اتفقت معظم الدراسات على فوائد حليب الأم في الإرضاع، وحليب الابل (النوق) من حيث المردود الصحي .

إذاً، الى أي حد يعتبر الحليب مفيدا للصحة؟ واين يمكن اعتباره عامل خطر قد يهدد الصحة؟ التحقيق التالي يتناول مختلف انواع الحليب، الحيواني والنباتي، اضافة الى حليب الأم الطبيعي .

حليب الأم

عدد السعرات الحرارية في كل لتر = 740 وحدة

كمية الدهون في كل لتر= تتأثر الكمية ونوعيتها تبعا لاختلاف
ادهون المتناولة من قبل الأم المرضع

يعتبر حليب الأم الغذاء الأمثل للطفل، فهو يؤمن للجسم كافة احتياجاته الغذائية، ويقيه من مختلف الأمراض، وإضافة إلى ذلك فالرضاعة الطبيعية تقوي العلاقة العاطفية بين الأم والطفل وتمنحه الأمان والشعور بالطمأنينة .

ويحتوي حليب الأم على العناصر الغذائية اللازمة لنمو الطفل بالكميات الصحيحة، وعلى الفيتامينات والحديد الكافي بنسب غير عالية، كما يحوي الملح والكالسيوم والفوسفات . وهو سهل الهضم لاحتوائه على خميرة الليباز التي تساعد على هضم الدهون . كما يتميز هذا الحليب بانه ثابت الحرارة ويحتوي على كمية كافية من الماء حتى في الأجواء الحارة . وهو ممنع، اي يحوي على الأجسام الضدية والمناعة، وهذا يحمي الطفل من الإنتانات المعوية والإسهالات وأمراض جهاز التنفس والتحسّس والتهاب الأذن الوسطى .

وقد أظهرت احدى الدراسات ان حليب الأمهات اللائي يرضعن أطفالهن طبيعيا لأكثر من عام أغنى بالدهون والطاقة من حليب أولئك اللائي يرضعن أطفالهن لبضعة أشهر فقط .

وتؤكد العديد من الدراسات الحديثة والتقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أن حليب الأم يقلل من إصابة الأطفال بالسكري من النوع الأول غير المعتمد على الأنسولين الذي يصيب الصغار نتيجة تكوين أجسام مناعية تدمر خلايا البنكرياس والتي تبدأ نشاطها في الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل . ولكن أعراض المرض نفسه لا تظهر إلا بعد فترة قد تصل إلى العشر سنوات .

ونصح باحثون إسبان الأمهات بإرضاع أطفالهن من الثدي في الأوقات نفسها من كل يوم بسبب التغيرات التي تطرأ على مركبات الحليب خلال مراحل اليوم ما قد يؤثر في تغذية الطفل .

وذكرت دراسة نشرتها “مجلة التغذية العصبية” أن مكونات حليب الثدي تتغير بشكل ملحوظ خلال اليوم ولذا فإن الطفل قد لا يحصل على نوعية الحليب الملائمة لنموه .

واجرى باحثون في المركز الطبي للاطفال في سينساتي اول دراسة من نوعها للكشف عن وجود بروتين في الحليب البشري (حليب الأم) يفسر العلاقة بين الرضاعة الطبيعية وانخفاض خطر الاصابة بالبدانة بعد ان يكبر الاطفال . البروتين المذكور هو اديبونكتين وتفرزه الخلايا الدهنية ويؤثر في هضم الجسم وتعامله مع السكر والدهنيات في الدم او ما يعرف باسم ليِيٌ .

ويعتقد ان بروتين اديبونكتين له علاقة بمقاومة الانسولين والبدانة والسكري من النوع الثاني وامراض القلب التاجية ويوجد لدى 20- 25% من البالغين، وارتفاع مستوى بروتين اديبونكتين يرتبط بخفض الاصابة بهذه الامراض، فإذا كان حليب الأم يحتوي على هذا البروتين كما يقول البحث الجديد فانه سيكون له تأثير في برمجة التمثيل الغذائي عند الاطفال وهذا يعني ان يكون للرضاعة الطبيعية تأثير في البدانة بعد ان يكبر الاطفال الذين يرضعون طبيعيا .

كما أثبتت الدراسات أيضا الدور الوقائي المهم للرضاعة الطبيعية بسبب احتواء لبن الأم على أجسام مناعية تحول دون تعرض الجهاز المناعي للطفل للتهيج المبكر الذي يحدث عند تناوله الأطعمة الأخرى .

وتعد الرضاعة الطبيعية كما تشير التقارير مفتاح النافذة الاجتماعية والذكاء اللغوي المبكر لكونها تساهم في نمو المخ والجهاز العصبي وتحسن القدرات العقلية لاحتواء لبن الأم على الأحماض الدهنية المشبعة .

وفي العام الماضي أظهرت دراسة ألمانية تم إجراؤها على 1600 طفل من الأطفال لأمهات وآباء مصابين بالسكر أن الرضاعة الطبيعية كانت سببا مباشرا في خفض معدلات إصابة هؤلاء الأطفال بالسكر بالرغم من توافر العامل الوراثي للإصابة لديهم .

وقد توصل باحثون هولنديون إلى عزل جزيئة سكر، ترتبط ببروتين محدد في حليب الأم، تمنع تسلل فيروس الايدز من الأم إلى الرضيع .

وقال العلماء أن جزيئة السكر المذكورة توقف تسلل فيروس الإيدز إلى جزيئة DC-SIGN التي توجد في خلايا الزوائد الشجرية (Dendrites) . وتعتبر جزيئات هذه الخلايا الممر الذي يتسلل منه فيروس الإيدز من لوزتي الرضيع إلى بقية جسمه . ومعروف أن فيروس الايدز يرتبط بعدها مع الخلايا المناعية من نوع “تي” للانتشار في الجسم عبر الدم .

وكان العلماء الفرنسيون أول من ربط بين حليب الأم ومعالجة الأطفال الرضع ضد الايدز، إلا أنهم عجزوا عن اكتشاف آلية حدوث ذلك .

وكشفت تجاربهم السريرية آنذاك عن إمكانية تقليل خطر انتشار الإيدز من الأم إلى الرضيع عن طريق العلاج بمضادات الفيروسات أثناء فترة الرضاعة . وأدى العلاج بعقاري “لاميفودين” و”نافيراتبين”، في الأسابيع الأربعة الأولى من الرضاعة من الثدي، إلى تقليل خطر انتقال الايدز إلى الرضيع بنسبة 15% .

ووجد الباحثون بعد أخذ عينات حليب من 30 امرأة بمعدل 6 أو 8 مرات يومياً أن المكونات المغذية في حليب الأم كانت تتبدل في كل مرة كانت تتم فيها تغذية هؤلاء الاطفال .

وأشار هؤلاء إلى وجود اختلافات في ثلاثة مكونات للحليب وهي “أدينوسين” و”غوانوسين” و”يوسين” وهي مسؤولة إما عن تحفيز الجهاز العصبي على العمل أو جعله يشعر بحالة من الاسترخاء وجعل الطفل يشعر بالنعاس والرغبة في النوم .

وقالت كريستينا سانشيز التي قادت فريق البحث من مختبرات كرونونيوتريشن في جامعة إكستريماديورا في إسبانيا “ بالطبع، إنك لا تقدم فنجان قهوة لأحد خلال الليل والمبدأ نفسه ينطبق على الحليب . . لأن مكوناته في النهار تختلف عن تلك التي في الليل وهي إما أن تحفز نشاط الطفل أو تجعله يشعر بالاسترخاء” .

وخلصت إلى أنه “من الخطأ أن تجمع الأم حليبها في وقت معين وتقوم بتخزينه ثم تقدمه إلى طفلها في وقت آخر من اليوم” .