جودة وسلامة الالبان ومنتجاتها

**مهندس عصام** الإثنين مايو 10, 2010 2:40 pm

في المحافظة على حقوقه لتطبيق الجودة والسلامة الغذائية ثم وضع تصور لخطة مستقبيلة لتطبيق اسس ومعايير لضبط جودة الألبان ومنتجاتها وسلامتها الغذائية وذلك بمباني كلية التقانة الزارعية وعلوم الاسماك بجبل الاولياء يوم الثلاثاء الماضي ..تنفيذ البرتكول المشترك :-وحفلت الندوة بدعوة مدير مدرسة الانتاج الحيواني د. يعقوب مقبول لتنفيذ بروتكول التعاون المشترك مع هيئة المواصفات والمقاييس لترقية العمل في مجال جودة وسلامة الاغذية وترحيبه بتعاون الجامعات مثل الخرطوم وام درمان الاسلامية وكسلا في هذا المجال . وقال عميد الكلية د. أحمد علي حسابو أن اهمية الندوة تتمثل في معرفة اشكالية الألبان في السودان وايجاد حلول وتوصيات تؤدي الي فك الحصار الأقتصادي على البلاد وذكر ممثل هيئة المواصفات والمقاييس أن حجم انتاج الألبان في السودان يقدر ب7ملايين طن في العام بقيمة 3,7 مليار دولار ولكن معظمها غير منتقل او مهدر ودعا الى تتضافر كل الجهود لضمان سلامة المنتجات والعرض الآمن لها ، واضاف ان السودان الآن يشهد حركة لتجويد صناعة الألبان ومجلس الألبان التابع للهيئة الزراعية يلعب دورا كبيرا في مجال تجويد الألبان ، وتحدث الأمين العام للمجلس الزراعي الأمين سليمان قائلا : ان اهتمام المجلس الزارعي بدور مؤسسات التعليم الزراعي كبير يشمل تدريب وتأهيل الخريجين لتحقيق النهضة الزارعية وترقية اقتصاد البلاد و تقدم الأمن الغذائي .صحة الأنسان وسلامة الألبان :-تمت مناقشة خمس اوراق في الندوة التي جاءت تحت شعار (صحة الانسان في سلامة الالبان ) وقدم الورقة الأولى الدكتور مصطفى بدوي بشير من كلية التقانة الزراعية وعلوم الاسماك جامعة النيلين بعنوان ( استحقاقات انتاج اللبن الخالص السائغ للشاربين) والتي شرح فيها مكونات اللبن الاربعة الرئيسية بالاضافة الى الفيتامينات والانزيمات وان شرب الحليب الطازج يوفر للشباب النامي الاحتياجات من عدة عناصر يحتاجها الجسم بنسب معينة .قسمت الورقة مصادر انتاج اللبن في السودان لقطاعات هي :-- القطاع التقليدي ويشمل الرحل ، مربي الماشية المستقرين في القرى الريفية وصغار منتجي الالبان في المدن.- القطاع التعاوني .- القطاع الحديث وتندرج تحته مصانع الالبان والمزارع الكبيرة بالمدن ومزارع الدولة والمؤسسات التعليمية والابحاث.- استيراد الالبان المجففة ومنتاجتها .كما اشارت الورقة الى ان زيادة انتاج اللبن الجيد النوعية يتطلب دراية ومهارة من المربين ومنتجي الألبان.واظهرت الورقة تباينا سالبا بين عدد من مقاييس ومعايير الجودة مع وسائل انتاج القطاع التقليدي في السودان مما يستدعي ازالة التباين السالب بتطوير انتاج الالبان في القطاع التقليدي وتحديثه وتحسين ظروف المنتجين الرحل وتهيئة متطلبات الاستقرار الحضري لهم وضرورة حفظ الالبان المنتجة منهم في اوعية نظيفة ومعقمة ومساعدتهم في تجميع البانهم في مراكز تجميع تتوفر فيها معينات التبريد قبل التسويق او التسليم لمعامل الالبان ، توفير معامل البان صغيرة او معامل البان متنقلة لصناعة الجبنة الطرية او اللبن المصفى في مناطق الانتاج تحديدا .كما اظهرت الورقة التطور الايجابي لوسائل انتاج الالبان في القطاع الحديث والتعاوني متمثلة في تجويد وتحسين وسائل تخزين الالبان الطازجة في احواض وصهاريج مصنوعة من الفولاذ مع توفير التبريد الكامل للاحواض والصهاريج معا .عدم تلوث الحليب المنتج في المزارع بضمان نقله من الضرع الى المصنع دون ان يتعرض للتلوث من الحلابين اوالبيئة حوله ، كما يتم نقل الالبان وترحيلها في صهاريج لاتصدأ ومبردة ومزودة بمحركات لتدوير الحليب بشكل سليم وبدون احداث اي تغييرات فيزيائية على مكوناته وبمضخات وخراطيم تساعد في التعبئة والتفريغ .العوامل الاساسية للألبان :-واوضح الدكتور مصطفى في ورقته الاختبارات التي يمكن ان يقاس اي تغيير يطرأ على الحليب الطازج بسبب اضافة مواد خارجية وهي :-اختبارات الحموضة السريعة وهي اختبار التجبن بالغليان ، واختبار درجة حرارة اللبن وقياس النوعية باستخدام اللاكتومتر وهناك اختبارات تجري يوميا على عينات اللبن وصناعة الحليب تقوم على محورين هما صناعة الحليب الطازج وصناعة الحليب ومشتقاته .وتحتاج اقامة صناعة البان ناجحة توفر عوامل اساسية هي المادة الاولية رأس المال ، الايدي العاملة الماهرة ، الاساليب التقنية الحديثة والاسواق .القيمة الغذائية للألبان :-واحتوت الورقة الثانية والتي اتت بعنوان (القيمة الغذائية للحليب ومنتجاته) والتي قدمتها دكتورة ريا هارون عمر بجامعة النيلين كلية التقانة الزراعية وعلوم الاسماك على تعريف للحليب ومكوناته من ماء ودهن وبروتين والاملاح المعدينة والسكر والفيتامينات مع توضيح كل تلك العناصر واهميتها بالنسبة لجسم الانسان وشملت الورقة على توضيح للقيمة الغذائية للالبان المختمرة وتؤدي التغذية على الالبان المختمرة على الاضطرابات المعوية مثل الامساك والاسهال للانسان في جميع الاعمار كما وجد انها ذات قيمة علاجية كبيرة لمرض الدرن الرئوي والقضاء على ميكروب التايفويد والتسمم الغذائي ، واوضحت الورقة القيمة الغذائية للجبن حيث انه يتميز بقوة حفظ جيدة ويعتبر بديلا للاغذية الاخرى، وفيما يتعلق بالقيمة الغذائية للمثلجات ذكرت الدكتورة (ريا) انها تعتبر من الاغذية ذات القيمة الغذائية والوقائية والمضمونة اذا صنعت بطريقة صحيحة سليمة ولكن يجب عدم تناولها دفعة واحدة حيث تؤدي الى انخفاض درجة حرارة المعدة فجائيا مما يضر بالجسم لذا يجب تناولها ببطء وبكميات قليلة ، اما بالنسبة للقيمة الغذائية للزبد فانه من اغنى المواد الغذائية بفيتامين (أ) الواقي من الرمد الجاف وضعف الرؤية ليلا وفيتامين (د) الواقي من الكساح اما المكونات الغذائية للقشدة فهي نفس مكونات اللبن الا انها تتميز بارتفاع نسبة ماتحتويه من الدهن وبانخفاض المواد الصلبة والماء وتعتبر مصدرا جيدا للحصول على الطاقة الحرارية .انتاج الولاية :- وقدمت دكتورة فاطمة مهيد بانقا من وزارة الزراعة والثروة الحيوانية الورقة الثالثة والتي جاءت بعنوان انتاج الالبان في ولاية الخرطوم الواقع وافاق المستقبل تهدف الورقة الى القاء الضوء على الاوضاع الراهنة والحالية وخطة الوزارة للنهوض بقطاع الثروة الحيوانية ممثلة في شكل برامج لكل ادارة من اداراتها خاصة الادارة العامة اوضحت الورقة ان اعداد الثروة الحيوانية تقدر في ولاية الخرطوم لعام (2008) بحوالي 1,3 مليون رأس (ابقار ، ابل ، ضان ) 250,000 رأس ابقار من سلالات مختلفة ولكن معظمها من سلالات محلية ومهجنة (بالفريزيان) وقد تم تقدير احتياجات الالبان في ولاية الخرطوم عام (2008) بحوالي 512,000 طن والمنتج منها حوالي 494,000 بفجوة تقدر بحوالي 5% .اما جانب نظم الانتاج فيتمثل في الآتي :-القطاع التقليدي الذي يتكون من الحيازات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة ويمثل معظم الانتاج وفيه يحتفظ المربي بحيواناته في القرية حول الخرطوم . ومراكز تجمعات الابقار وساهمت فيها وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري في تجميعهم وعددهم يبلغ حوالي (11) مجمعا موزعا على المحليات تتفاوت فيها اعداد المنتجين والابقار .الجمعيات التعاونية اشهرها محلب (2) و(3) بحلة كوكو وهي قد لعبت دورا كبيرا في الاستجابة لخدمات التلقيح الاصطناعي لذا فان نسبة الدم الاجنبي مرتفعة لدى ابقارهم وتبلغ مساحة المحلين (35) فدانا ويأويان حوالي 12,000 بقرة .ومزارع الشركات الكبرى ولضمان امداد مستمر للبن انشأت الشركات قطيعا يتراوح بين 400 – 600 رأس كالشركة العربية للانتاج والتصنيع الزراعي وشركة النيل الازرق للالبان (كابو) وشركة الخرطوم للالبان (بطانة) . مشاكل القطاع :- ولخصت وزارة الزراعة والثروة الحيوانية مشاكل القطاع في الآتي :-تدني مستوى نظم الايواء والرعاية ، وتدني الكفاءة الانتاجية للابقار المحلية وتدهور مستوى صحة البيئة والانسان في مزارع الالبان وسائل النقل غير مناسبة ولا تتماشى مع متطلبات العصر ، ضعف البنية التحتية مما يؤدي الى انقطاع تام لمناطق تجمعات الابقار وخاصة في موسم الامطار ارتفاع نسبة الاصابة بالتهاب الضرع والاصابة بمرض البروسيلا (الاجهاض المعدي) كما يلاحظ أن نسبة التطعيم من الامراض الوبائية متدنية ، ارتفاع المحتوى الميكروبي ودرجة الحموضة للالبان المتداولة خاصة في الصيف ، وجود ملوثات مثل (الفورمالين) والقصور في تطبيق الخطط والبرامج .خطة الوزارة :- وتلخصت خطة الوزارة لتحديث القطاع كما جاء في الورقة لتطوير قطاع الالبان وكيفية تداولها ونقلها وتسويقها بالاهداف المرحلية والتي تشمل تحديث طرق الايواء لتتطابق مع متطلبات انتاج البان نظيفة تحسين الكفاءة الانتاجية للابقار عن طريق التلقيح الاصطناعي تحديث الاواني المستخدمة في تداول ونقل وتسويق الالبان تطبيق الاشتراطات الصحية بمزارع الالبان ، القيام بالمسوحات الميدانية للوقوف على انشطة انتاج الالبان ، تأهيل العاملين بمزارع الالبان عن طريق التدريب وضع خطة ارشادية كاملة لتحقيق هذه الاهداف ، العمل على ادخال نظم الحاسب الالي والتبريد في المزرعة والنقل المبرد وتحسين نظم تغذية الحيوان .وتشمل خطة الوزارة لتحديث القطاع الايواء والتغذية والتي تمثل 95% من تكلفة انتاج اللبن لذلك لابد من التطوير النوعي لغذاء الحيوان ولتحسين اقتصاديات الانتاج شجعت الوزارة على تغيير تركيبة العليقة الخضراء بادخال علف (الردوس) و(الفلبيسارا) وفي مجال الصحة العامة قامت الوزارة بالتنسيق مع غرفة الالبان واتخاذ اصحاب العمل الاستفادة من القرض الهندي الذي يبلغ 500,000 دولار ويتم التنفيذ بواسطة البنك الزارعي ويفترض ان يتم تحديد كميات الحلابات ومعدات حفظ وتبريد اللبن ، القيام بمسوحات لتحديد نقاط لبيع اللبن (بالمجان) ومراكز التجمعات تخصيص عدد معين ويمثل 5% من المنتجين ومده بهذه المعدات بحيث يمكن تصنيع معدات حفظ وتبريد اللبن ومراكز التجميع ووسائل النقل المبردة في شركة جياد كما قامت حكومة الولاية (بالتصديق للتنفيذ) بمنح المنتجين 500 حلابة (10) مراكز تجميع اللبن بسعة قدرها 5,000 لتر/ اليوم (3) عربة نقل مبردة (3) مولدات كهرباء (10) مباني لمراكز التجميع .وشمل جانب الصحة كذلك توفير المطهرات والاجهزة المخصصة لمكافحة التهاب الضرع وتوزيع اجهزة الكشف على التهاب الضرع باسعار مناسبة بجانب الاهتمام بصحة الحيوان بوضع برنامج متكامل لمكافحة الامراض المشتركة بين الانسان والحيوان والتقصي الحقلي ومسح الامراض والمناعة ، والاهتمام برفع الكفاءة الانتاجية بانشاء مركز الخرطوم لتحسين نسل الحيوان وتنفيذ تلقيحات للابقار (20) ألف نطفة للمنتجين بدعم من الوزارة وشددت الورقة على الادارة العامة لنقل التقانة والارشاد على نشر الحزم التقنية والاستمرار في نشر الوعي بين المنتجين ورفع قدراتهم لتحسين وزيادة الانتاج وضبط جودة اللبن وتعريفهم بالاثار المتوقعة للسودان بدخوله في منطقة التجارة العالمية وهي تفتح الباب امام شركات الالبان الدولية لغزو الاسواق المحلية ، وقد تكونت لجنة مشتركة بين الوزارة وبعض الجهات البحثية لاختيار مشروعات بحثية وعلمية وتطبيقها في الحقل ، وقد رصدت ولاية الخرطوم ميزانية لتنفيذ شبكة من الطرق تربط مناطق الانتاج بالطرق الرئيسية وصول الانتاج في الخريف ، كما خططت الوزارة في مجال التشريعات وتطبيق المواصفه لتفعيل القوانين لترخيص مزارع الالبان والاشراف الصحي للعمال واستخراج بطاقات صحية اجباريا ومتابعة التخلص السليم من الحيوانات النافقة للمحافظة على البيئة سليمة .وكذلك قامت الوزارة بالتنسيق مع وزارة الثروة الحيوانية والسمكية ومنظمة (فيت سيرف) احدى منظمات العون الانساني لعمل برنامج قاعدة بيانات الثروة الحيوانية بالوصول الى المعلومة الحقيقية للمساهمة في اتخاذ القرارات بعمل استمارات واستبيانات ووسائل اتصال حديثة ، وتعمل الوزارة على انشاء مختبر مركزي مؤهل بالكوادر الفنية وتوفير الاجهزة المعملية البسيطة للكشف عن جودة الالبان وتقوية الاجهزة الرقابية ومن تشريعات وقوانين تحمي المنتج والمستهلك . وتعمل الوزارة على التنسيق مع الجهات المعنية الحكومية وغير الحكومية وتضم عددا من الوزارت لترقية الاداء .وهدفت الاوراق والندوة لسد فجوة الانتاج في الالبان لتحقيق الاكتفاء الذاتي منها واستهداف اسواق الصادر الاقليمية خاصة دول مجموعة الكوميسا التي يتمتع السودان بعضويتها والتي تستورد الالبان ومنتاجتها بما قيمته (383) مليون دولار في العام .