لا تنسوا زيارة قناتنا علي اليوتيوب
الخصائص الفيزيولوجية و البيولوجية لشجرة الزيتون
صفحة 1 من اصل 1
الخصائص الفيزيولوجية و البيولوجية لشجرة الزيتون
- بيولوجيا الإزهار وتبادل الحمل ( المعاومة)
1-1 صفات الفروع الأولية الخضرية كعامل محدد للإنتاج :
تحمل أزهار الزيتون في نورات عنقودية مركبة تخرج من آباط الأوراق التي تكونت في موسم النمو السابق و تنمو الفروع الخضرية بأشكال متعددة نتيجة نشاطات مختلفة للبراعم التي تكون هيكل الشجرة و بنيتها يلي ذلك توضع الأزهار على مختلف نماذج الفروع الخضرية التي توجه مستوى الإثمار حيث أمكن تميز فروع خضرية طرفية و أخرى جانبية .
فالفروع الخضرية الطرفية هي امتداد للفرع الخضري ابتداء من القمة النامية و استنادا إلى متوسط طول المسافة بين السلاميات أمكن تميز ثلاثة نماذج للفرع الخضري الطرفي:
• فرع خضري طرفي ذي سلاميات طويلة .
• فرع خضري طرفي ذي سلاميات قصيرة .
• فرع خضري طرفي ذي سلاميات قصيرة جداً .
أما الفروع الخضرية الجانبية فيبدأ نموها من إبط كل ورقة حيث ينمو برعمان:
- احدهما مبكر يتميز بضخامة حجمه و موقعه القريب من عنق الورقة إذا نما في نفس السنة أعطى فرعاً مبكراً و قد يبقى ساكناً ليعطي في السنة التالية و بعد التحريض الزهري نورة زهرية أو قد يسقط في وقت لاحق إذا لم تتوفر ساعات البرودة اللازمة .
- أما البرعم الأخر فيسمى متأخرا و يقع ناحية محور الفرع الخضري صغير الحجم قد يبقى ساكناً مدة سنتين أو ثلاث ليعطي بعد ذلك فرعاً خضرياً متأخرا و هو الفرع البديل الذي يحدد هيكل الشجرة و الفرع المزهر هو فرع نما خلال ربيع و خريف السنة الماضية و يحمل الأزهار و من ثم الثمار في الربيع التالي الذي يلي سنة نموه و قد يصل طوله إلى بضع عشرات من السنتيمترات تبعاً لقوة نمو الشجرة و الصنف و يتميز هذا الفرع المزهر بنسبة أزهار عالية إذ تبلغ البراعم الزهرية فيه 50 – 60% من العدد الكلي للبراعم عليه و تصل هذه النسبة في بعض الأصناف إلى 80% تبعاً لموقع الفرع على الشجرة و الظروف المناخية السائدة خلال السنة .
و تستغرق الدورة البيولوجية لشجرة الزيتون سنتين :
- السنة الأولى تنمو الفروع الخضرية أثر موجتين من النمو :
• الموجة الأولى في الربيع و هي الأقوى و الأهم.
• الموجة الثانية : في الخريف .
السنة الثانية : وهي ذات علاقة بالإنتاج إذ تبدأ في شهري كانون الأول – كانون الثاني بالتحريض الزهري الذي يعقبه تمايز في الربيع و من ثم الإزهار فالعقد و أخيراً نمو و نضج الثمار اللذان يستمران خلال فترة الصيف و يبدأ نضج الثمار في أواخر الخريف و أوائل الشتاء .
يستنتج مما سبق أن شجرة الزيتون تشهد دورتين بيولوجيتين متعاقبتين خلال سنة واحدة و ترتبط بفترتين :
في الشتاء و الربيع: تتحول البراعم الخضرية الى زهرية و يعقب التمايز الأزهار فالعقد فنمو الثمار الصغيرة و يلاحظ في الفترة نفسها موجة نمو خضرية هامة .
في نهاية الصيف و الخريف : نمو الثمار و نضجها و يترافق ذلك مع موجة النمو الخضرية الثانية في الخريف و تتميز هذه الدورة البيولوجية بأمرين :
الأول: نشاط حيوي مكثف خلال فترة من الزمن.
الثاني : يترافق النمو الخضري مع الثمري مما يؤدي إلى منافسة غذائية هامة بينهما تتفتح الزهرة عقب انتهاء تطورها كنتيجة للظواهر الفيزيولوجية و الشكلية التي بدأت في السنة السابقة .
1-2 النورة الزهرية و جنس زهرة الزيتون في الأصناف المحلية :
من المعلوم أن المراجع العلمية تذكر زهرة الزيتون خنثى و أن طبيعة التلقيح فيها خلطية بالرياح و لكن الأبحاث التي أجريت أثبتت أن أزهار ليس بهذا الواقع المبسط وان من الشائع أن تحمل شجرة الزيتون ازهارا وحيدة الجنس إضافة إلى الأزهار الخنثى (أو الكاملة ).
تتشكل أزهار الزيتون على فروع خضرية نمت خلال الربيع والخريف السنة السابقة وتحمل النورة الواحدة يتراوح بين 10-40 زهرة تحمل شجرة زيتون أزهارا كاملة إضافة إلى الأزهار وحيدة الجنس (أو غير كاملة ) وقد تكون مؤنثة لاختزال أسديتها أو مذكرة لاختزال مبايضها .كما أنها على علاقة وطيدة مع تكون النورات ونموذج الفرع الخضري الذي يحملها وقد بينت الدراسات السابقة إن الأفرع المثمرة ذات السلاميات الطويلة الخنثى أو الكاملة مقارنة مع الأفرع المثمرة ذات السلاميات القصيرة وهذا بسري على أصناف زيتون المائدة أو أصناف الزيت على السواء .
وقد درس لبابيدي نشئ من التفصيل الزهرة والنورة باعتبارها من أهم العوامل في تحديد إنتاجية شجرة الزيتون والتي يمكن اعتبارها صفة وراثية ثابتة وباعتبارها أن زهرة الزيتون خنثى أصلا فان ظهور أزهار وحيدة الجنس أكثر حداثة وإنها ستؤثر في الإنتاجية نظرا لان مساهمة الزهرة وحيدة ستتم عن طريق واحد فقط (حبوب الطلع في الأزهار المذكرة والبويضات في الأزهار المؤنثة) بينما تشارك الزهرة الخنثى في عملية التكاثر بحبوب طلعها أو بويضاتها على حد سواء ولكن وجود الأزهار المذكرة على الشجرة يعمل على استهلاك جزء كبير من الغذاء دون أي مساهمة في إنتاجية الشجرة الأمر الذي يؤدي إلى خفض المحصول بنسبة تتوافق مع نسبة الأزهار المذكرة .
تتألف زهرة الزيتون الكاملة من كاس يتكون من أربع سبلات ملتحمة وتويج أنبوبي الشكل التحمت بتلاته الأربع وتركت أعلاها أربعة أسنان تدل عليها والى سداتين ويحتل المركز مبيض ثنائي الحجرة لونه اخضر رصاصي يعلوه قلم قصير سميك ينتهي بميسم عريض يساعد في التقاط حبوب الطلع المحمولة بالهواء . أما الزهرة المذكرة فإنها تتكون من المحيطات الثلاثة الخارجية ويختزل فيها في حين أن الزهرة المؤنثة تغيب فيها السدادتان لضمورها.
كما درس أيضا النورة الزهرية وجنس الزهرة إن كانت كاملة أو مذكرة أو مؤنثة وتقدير متوسط عدد الأزهار في النورة الواحدة للعديد من الأصناف المحلية ويتبين بأن جميع أصناف الزيتون المحلية المدروسة كانت مذكرة وحيدة المسكن و لم تصادف أزهاراً مؤنثة على الإطلاق كما يلاحظ تدني نسبة الإزهار الكاملة في معظم الأصناف.
1-3 التلقيح والإخصاب في الزيتون
تنطلق حبوب الطلع من مآبر الأزهار في حال توفر الحرارة والرطوبة المناسبتين ، وتنقل بواسطة الرياح وتتوضع على المياسم المستقبلية لأزهار نفس الصنف ( تلقيح ذاتي ) أو على صنف آخر
( تلقيح خلطي ) فالتلقيح الخلطي هو القاعدة لضمان إثمار جيد. ولكي يتم الإخصاب بنجاح يجب أن يكون الميسم في حال استقبال مع بقاء البويضات حية لفترة طويلة إضافة إلى قصر فترة نمو الأنبوبة الطلعية وهذا ما يسمى بفترة التلقيح الفعالة فإذا كانت حيوية البويضات ستة أيام بعد تفتح الزهرة وإذا كان نمو الأنبوبة الطلعية ضمن القلم يستغرق خمسة أيام فإن فترة التلقيح الفعالة ستكون يوماً واحداً وبهذا يمكن القول إن أية حبة طلع تصل الميسم في اليوم الأول لها الحظ الكبير في إخصاب البويضة بينما تفشل حبوب الطلع في الأيام التالية في تحقيق ذلك .
يتباين فترة التلقيح الفعالة من صنف لأخر فقد تكون أربعة أيام وتمتد إلى ثمانية أيام ومن أهم أسباب انخفاض الإنتاجية في بعض أصناف الزيتون ترافق فترة الأزهار بهطول الأمطار أدى إلى زيادة كبيرة في نسبة الرطوبة النسبية مما يحول دون انتشار حبوب الطلع في هذه الظروف فإن جميع الأزهار الكاملة التي كانت متفتحة خلال اليومين اللذين سبقاً الهطول لن تخصب وتكون فترة التلقيح الفعالة معدومة.
وقد أشارت الأبحاث إلى أن إضافة عنصر الآزوت في نهاية الصيف تطيل فترة التلقيح الفعالة وذلك لما هذا العنصر من تأثير على فترة حياة البويضات ويزيد من فترة الحصول على إثمار غزير، وقد يكون الإثمار مستحيلاً بالتلقيح الذاتي وفي بعض الحالات التلقيح الخلطي في بعض الأنواع بالرغم من كون أعضائها الجنسية كاملة وذلك بسبب ظاهرتي العقم الذكري وعدم التوافق.
تتجلى ظاهرة عدم التوافق بفشل حبوب طلع زهرة ما في إخصاب بويضة الزهرة نفسها (عدم توافق ذاتي ) أو إزهار صنف آخر (عدم توافق خلطي ). وتكمن آلية عدم التوافق الذاتي في أن حبة الطلع تحمل مورث العقم لا تستطيع الإنبات على ميسم يحمل في خلاياه نفس المورث وحتى إذا أنبتت لا تتمكن الأنبوبة الطلعية من التوغل ضمن أنسجته ، يتميز صنف الزيتي المنتشر في محافظة حلب بظاهرة عدم التوافق الذاتي نتيجة فشل الإخصاب وكذلك انخفاض في عاملي الخصوبة الصنفية والحيوية الطلعية حيث توجد ثمار بكرية صغيرة بجانب الثمار الطبيعية يؤدي ارتفاع نسبة الثمار البكرية إلى خفض الإنتاج بنسبة تقدر بـ25%مع صعوبة قطاف هذه الثمار الصغيرة وفقد معظمها في المعاصر عند مرحلة الغسيل إضافة إلى استنزاف قسماً منها لمخزون العناصر الغذائية في الشجرة مما يؤثر على إثمار الموسم المقبل
وقد نفذ لبابيدي تجارب التلقيح الخلطي على صنف الزيتي باستعمال حبوب طلع من أصناف مختلفة بغية اعتماد صنف ملقح مناسب متوافق خلطياً مع صنف الزيتي سعياً لحل مشكلة عدم توافقه الذاتي والحصول على نسبة عالية من الثمار الطبيعية وزيادة إنتاجيته كماً ونوعاً. لقد أظهرت نتائج التلقيح الخلطي على صنف الزيتي ثبات تفوق صنفي الصوراني والقيسي على بقية الأصناف واعتمادها كصنفين ملقحين متوافقين خلطياً مع الصنف الزيتي وذلك بتحقيقهما زيادة في نسبة الإثمار ودليل الإثمار عن بقية معاملات التلقيح.
1-4 تبادل الحمل في الزيتون:
يعزى عدم انتظار حمل الزيتون سنوياً إلى استنفاذ معظم المواد الكربوهيدراتية التي تدخل في تكوين المحصول الغزير الذي يعقد في العام الأول مما يسبب اختلالاً في المستوى الغذائي داخل الشجرة تكون نتيجته قلة تكوين البراعم الزهرية التي ستعطي محصول السنة التالية. ولا يمكن إغفال الحقيقة في أن ظاهرة التبادل ظاهرة وراثية ولا يمكن التحكم فيها كثيراً في بعض الأصناف، يعزى تبادل الحمل إلى أسباب عدة أهمها:
1- عدم قدرة الشجرة على الإزهار وتتدهور هذه القدرة بسبب الحمل الغزير في الموسم السابق والذي سيؤثر على التوازن الغذائي وخاصة العلاقة C/N أي التوازن بين المجموع الخضري وتصنيع المواد الكربوهيدراتية وقدرة الجذور على امتصاص العناصر الغذائية الآزوتية في التربة كما أن حلول شتاء دافئ يؤدي إلى فشل تمايز البراعم الزهرية بسبب عدم توفر ساعات البرودة الكافية.
2- تميز بعض الأصناف بظاهرة عدم التوافق الذاتي الكلي أو الجزئي رغم إنتاجه لأزهار كاملة ويتحدد المحصول عندئذ بمدى ما تتعرض أشجار الصنف للتلقيح الخلطي بحبوب طلع من صنف آخر متوافق معه.
3- وجود نسبة عالية من الأزهار وحيدة الجنس وخاصة الأزهار المذكرة.
إن أسباب هذه الظواهر المسؤولة عن تدهور الإنتاجية مجموعة من العوامل:
أ- عوامل وراثية:
تحدد عدداً من عناصر الإنتاج على مستوى الأزهار مثل:
- متطلبات الصنف من ساعات البرودة الضرورية للتحريض الزهري.
- معاناة بعض الأصناف من ظاهرة عدم التوافق الذاتي
- تحمل الأزهار لبعض العوامل المناخية.
ب- عوامل بيئية:
تلحق بعض العوامل البيئية غير الملائمة (كالحرارة – الرطوبة- الرياح) أضراراً بالغة بالبراعم والأزهار ولا شك أن للبيئية تأثير كبير على الإزهار والإثمار فالعوامل المحيطة بالشجرة قبل وبعد الإزهار يكون لها أكبر الأثر على كمية وصفة المحصول ومن هذه العوامل البيئية:
1- عوامل التربة:
إن المواد الغذائية الموجودة في التربة لها تأثير واضح على النبات الغذائية وعموماً يؤثر نقص أي عنصر أو مادة غذائية هامة لتكوين ونمو الأعضاء الزهرية على كمية المحصول الذي نتيجة الأزهار ويعتبر الآزوت من أهم العناصر المحددة نظراً لاستهلاكه بكميات كبيرة في عمليات النمو المختلفة ولذا يجب توفرها أثناء التزهير والعقد ولكن يجب عدم الإسراف لأن ذلك قد يؤدي على عدم الإثمار لتشجيعها النمو الخضري بدرجة كبيرة مما يعمل على استهلاك المواد الكربوهيدراتية في بناء أنسجة جديدة كما أن زيادة أو نقص الرطوبة بدرجة كبيرة تسبب تساقط الكثير من الأزهار والثمار.
2- عوامل مناخية:
- تؤثر الحرارة على تكوين المحيطات الزهرية كما تؤثر على نضج المآبر والمياسم وعلى إنبات حبوب الطلع ونمو الأنبوبة الطلعية وفي حال ارتفاع درجات الحرارة تؤدي إلى سقوط الأزهار والثمار - كما يسبب الصقيع موت البراعم الزهرية.
- يسبب انخفاض الرطوبة زيادة نسبة التبخر مما يؤدي إلى تساقط الإزهار والثمار.
- الرياح متوسطة السرعة ضرورية لانتقال حبوب الطلع حيث أن تلقح أزهار الزيتون خلطي بالرياح.
جـ- عوامل فيزيولوجية:
وتتعلق بالتركيب الكيماوي لأنسجة النبات وبالغذاء المخزن في أنسجته فقد وجد أن حالة النبات الغذائية في الفترتين قبل وبعد الإزهار لها تأثير على عدد الأزهار المتكونة وعلى عدد الثمار التي تعقد وتستمر على الشجرة حتى النضج وقد لاحظ كثير من الباحثين قلة تكوين البراعم الزهرية على الأشجار التي تعاني نقصاً في المواد الكربوهيدراتية.
ومن حيث توازن النسبة C/N فقد قسمت الأشجار إلى أربعة أقسام :
1- أشجار يتوفر لها المحتوى الآزوتي بكميات كبيرة لكنها تعاني نقصاً في المواد الكربوهيدراتية نتيجة وجود عامل يعطل عملية التمثيل الكربوني فتعطي تلك الأشجار نموات خضرية غضة ضعيفة وتكون الأوراق خضراء باهتة وهذه لا تزهر لنقص المواد الكربوهيدراتية وتظهر هذه الحالة على الأشجار النامية في الظل والأشجار ذات الأغصان الكثيفة المهملة وغير المقلمة أو عند سقوط الأوراق نتيجة الصقيع أو الإصابة بأمراض فطرية (مرض عين الطاووس ).
2- أشجار يوجد بأنسجتها كميات عالية من المحتوى الآزوتي ولكن كمية المواد الكربوهيدراتية كافية فقط لبناء أنسجة جديدة ويعود النقص الى سرعة استهلاكها في بناء أنسجة جديدة وتعطي هذه نموات خضرية قوية بينما الإزهار والإثمار قليلان وتظهر هذه الحالة على الأشجار المعمرة والتي قلمت تقليماً جائراً وكذلك على الأشجار التي بولغ بتسميدها بالآزوت.
3- أشجار تتوفر لها المركبات الآزوتية الكربوهيدراتية بكميات كافية ومناسبة والنسبة C/N متوازنة فالأشجار ستزهر وستثمر بغزارة.
4- أشجار تعاني نقصاً كبيراً في المواد الآزوتية ولكن المركبات الكربوهيدراتية موجودة بوفرة في أنسجتها وفي هذه الحالة يكون نموها الخضري ضعيفاً وأوراقها مصفرة وإثمارها قليل أو معدوم وتظهر هذه الحالة على أشجار الزيتون المسنة وغير المسمدة والمتروكة بدون تقليم.
د- أثر الخدمات الزراعية
الخدمات الزراعية اثر على معاومة الحمل مثل التقليم الجائر والقطاف بالعصا يساهمان كثيراً في تدني وأحياناً انعدام الحمل.
أنواع المعاومة :
- معاومة منتظمة: وفيها يكون الحمل حسب وتيرة واحدة مميزة بتتابع منتظم لسنة ذات الحمل غزير يعقبها سنة ذات حمل قليل .
معاومة غير منتظمة: حيث يكون الحمل غزيراً في سنة يعقبها سنتان أو أكثر ذات حمل قليل.
معاومة شاذة: حيث يلاحظ ازدياد في المردود ثم إنتاج عال جداً يعقبه إزهار وإثمار قليلين جداً لمدة سنتين أو ثلاثة سنوات.
علاج ظاهرة تبادل الحمل وتدني الإنتاج في الزيتون
إن ظاهرة تبادل الحمل في الزيتون تعود إلى صفة وراثية تتعلق بالصنف من جهة أخرى بالخدمات الزراعية ويمكن التخفيف من حدة تبادل الحمل بإتباع ما يلي:
1- اختيار الصنف الملائم
يجب اختيار الصنف الملائم للموقع المراد تشجيره وفي حال كون هذا الصنف ضعيف التوافق الذاتي مثل صنف الزيتي المنتشر في محافظة حلب فإننا نوصي باتخاذ عدد من الإجراءات العملية على المستويات التالية:
أ- إقامة حملات نوعية لمزارعي الزيتون في مناطق انتشار الصنف الزيتي لشرح أسباب تدني إنتاجية الشجرة ووسائل تحسينها إن كان بإدخال الأصناف الملقحة الأكثر توافقاً (الصوراني-القيسي) أو بتحسين الخدمات المقدمة للزراعات القائمة وخاصة التسميد استناداً الى ما كشفته الأبحاث عن أن نسبة من الثمار البكرية تعود لأسباب خارجية ومنها مدى قوة الشجرة وما تملكه من مخزون غذائي.
ب- العمل على إقناع مزارعي الصنف الزيتي بجدوى زراعة صنف ملقح بجواره رغم ارتباطهم الشديد بهذا الصنف وحذرهم من الأصناف الأخرى باعتبار أن الصنف الملقح وخاصة الصوراني صنف مرغوب جداً فهو أكثر إنتاجية وثلاثي الغرض يستعمل للتخليل الأخضر والأسود ولاستخراج الزيت.
ج - في مراكز الإكثار الخضري : إدخال الصنف الصوراني والقيسي ضمن خطة الإكثار والإشراف المباشر على توزيع غراس الصنف الملقح بنسبة 10% مع غراس الصنف الزيتي .
د- في المزارع الحديثة : زراعة صنف من الصنف الملقح بالتبادل مع /8/ أو /10/ صفوف من غراس الصنف الزيتي على أن يزرع صنف أشجار الملقحات من الجهة الغربية حيث تهب الرياح.
ه- في المزارع القائمة: تحاشياً لاقتلاع بعض أشجار الزيتي من المزارع المنتجة واستبدالها بغراس للصنف الملقح نقترح تطعيم نسبة منها تتراوح بين 8-10%من الأشجار على أن يتم التطعيم بالصوراني أو القيسي على الفروع العلوية للأشجار المختارة بحيث يؤمن مستواها انتشار حبوب الطلع بسهولة وانتقالها إلى الأشجار المجاورة لضمان إخصاب جيد نتيجة زيادة المحتوى الطلعي من الأصناف الملقحة في الجو، تجدر الإشارة إلى أن زراعة أصناف ملقحة مع الصنف الزيتي إضافة إلى أن الملقحات في النخيل والفستق الحلبي (أشجار مذكرة لا تساهم في الإنتاج بشكل مباشر )
2- تنفيذ الخدمات الزراعية في مواعيدها المناسبة:
- التقليم :
يستجيب الزيتون للتقليم ويسمح بتوجيه نموه إلى الإثمار السريع وتنظيم إنتاجه وبصورة خاصة ظاهرة المعاومة الحمل وكذلك يؤدي التقليم إلى حدوث تغيرات فيزيولوجية في الشجرة قليلة أو كثيرة حسب شدة التقليم وهذه التغيرات الفيزيولوجية لها انعكاسات على بيولوجية الشجرة ، إن تقليم الإثمار تجديد الفروع الثمرية يقلل من حدة التبادل حيث تميل أشجار الزيتون لتكون ثماراً من الغذاء المتوفر لها وتزداد هذه الظاهرة حدة بتقدم عمر هذه الأشجار وغالباً ما ينعكس هذا الإثمار نتيجة إزهار وإثمار غزيرين للموسم الحالي ينتج عنه نمو خضري ضعيف وبالتالي يقلل الإثمار ويتقدم عمر الشجرة تصبح ظاهرة تبادل الحمل أكثر وضوحاً وقد تحتاج الشجرة إلى عدة سنوات لجمع الاحتياطي اللازم لتأمين إنتاج عادي وخاصة في المناطق الجافة ونصف الجافة.
وقد اعتاد مزارعو الزيتون على تطبيق التقليم الجائر كل سنتين عقب سنة حمل غزيرة، هذا التقليم الجائر يزيل كافة النموات الخضرية الحديثة التي من المتوقع أن تزهر في الموسم التالي ومن البديهي لا يمكن للأغصان المعمرة المتبقية أن تزهر كما أن القطاف بالعصا يؤدي إلى تكسير النموات السنوية وتساقط كميات كبيرة من الأوراق لذلك لا بد من تطبيق التقليم السنوي الخفيف ولا مانع من تقليم الشجرة تقليماً جائراً كل خمس سنوات لتجديد شباب الشجرة.إن من أهداف تقليم الإثمار هو توجيه الشجرة لإعطاء فروع جديدة حيث أنها ستزهر في السنة التالية وبالتالي فإن تطبيق تقليم الإثمار بأنواعه المختلفة يؤمن استمرارية إنتاجية الشجرة مثل تطبيق تقليم الاستبدال الذي يسمح بالمحافظة على التوازن بإزالة الفروع المعمرة وتشجيع نمو فروع مثمرة جديدة. وفي حال ابتعاد الفروع المثمرة عن مركز تفرعها نتيجة نموها الطولي فتعالج بتقليم التقريب.
أما تقليم التفريد فيؤمن تهوية المجموع الخضري والمحافظة على الشجرة بحالة توازن جيد (إزالة الفروع المائية المفيدة ،إزالة الفروع القوية جداُ، إزالة التفرعات الهرمة غير المنتجة وإزالة الخشب الميت والفروع المشوهة) .
وتقليم التفريد يساعد بتوزيع جيد للنسغ وبالتالي تغذية مناسبة للفروع الثمرية للمحافظة على إنتاجها المتوازن وتقليم التجديد مكمل لتقليم التفريد إذ يسمح بتجديد منظم للطرود الحديثة والتي في السنة المقبلة ستتحول إلى فروع ثمرية بتشجيعها ولادة طرود خضرية جديدة في قاعدة التفرعات المعمرة لذلك فإننا نؤكد على تطبيق التقليم بانتظام سنوياً على مجموع أغصان الشجرة:
• حذف الفروع المائية غير المفيدة.
• توزيع للفروع المثمرة .
• إزالة الأغصان المعمرة والمشوهة.
فإذا طبق التقليم المذكور سنوياً فإن تدخل المقلم سيكون خفيفاً وسريعاً وستكون جروح التقليم قليلة وصغيرة بدون إيذاء للشجرة. وننصح في المناطق الجافة بالتقليم المتأخر حتى يمكن الحكم على كمية الأمطار الهاطلة في الشتاء وعلى شدة التقليم المطبقة ويجب الابتعاد ما أمكن عن التقليم الجائر كل سنتين مما يؤدي إلى إزالة النموات الخضرية الحديثة التي ستزهر في الموسم التالي ومن البديهي بأنه لا يوجد حمل على الإطلاق على الفروع المعمرة.
مكافحة الحشرات والأمراض:
بشكل ناجح وفعال بتطبيق المكافحة المتكاملة وترشيد استعمال المبيدات للمحافظة على الأعضاء الحيوية في الطبيعة.
2- نمو الثمرة و تشكل الزيت:
يشبه نمو ثمار الزيتون المخصبة العادية نمو أكثرية الثمار البذرية. و بعد الإزهار التام بعشرة أيام تتميز الثمار المخصبة العادية بلونها الداكن و غالباً تكون في هذه المرحلة المبكرة ذات حجم كبير نوعاً ما و بعد عشرين يوماً يظهر الجنين بوضوح في أحد الخبائين و يهمش الخباء الثاني جانباً ليختفي بالتدريج فلا يرى بعد أربعين يوماً إلا جنين واحد ينمو وسط البذرة.
تلاحظ خمسة أطوار في نمو الثمرة منذ الإخصاب حتى النضج الكامل و في مجملها ترسم هذه الأطوار منحنى بيانياً للنمو ذو مرحلتين كامنتين ، و بعد الإخصاب يكون الانقسام الخلوي الأولي سريعاً غير أنه لا يشاهد إلا بعد 10 – 15 يوماً ، و الفترة الأولى من النمو السريع في المرحلة الثانية تشمل الغلاف الداخلي بشكل رئيسي كما تشمل اللب و الغلاف الخارجي بدرجة أقل و خلال هذه الفترة يقتصر نمو الثمرة أساساً على الغلاف الداخلي و تستمر هذه الحالة إلى أن يقوى هذا الأخير و يتصلب في أوائل تموز عادة ، و بعدئذ يتوقف نمو الثمرة كثيراً لتبدأ المرحلة الثالثة ، و أثناءها تنمو الثمرة ببطء و يكمل الجنين و الغلاف الداخلي حجماً ، مما يؤدي إلى تصلب هذا الأخير نهائياً، و في ختام هذه الفترة ، أواخر تموز يبدأ تضخم مهم في خلايا اللب و تشرع الثمرة في نموها السريع و هي في مرحلتها الرابعة ، و بعد ذلك يبدأ كذلك التركيب الحيوي للزيت و تراكمه و ينتهي هذا النمو السريع في الخريف حينما يبدأ تلون الثمرة و يعقب ذلك توقف النمو و يسجل النضج أطواراً مختلفة في هذه المرحلة الخامسة.
تشير دراسات الري التكميلي في المرحلة الرابعة و لو بكمية قليلة من الماء في شهر آب إلى التأثير القوي في حجم الثمرة و في تراكم الزيت ، بيد أن الري مرة واحدة في شهر حزيران و أوائل تموز يؤدي إلى نقص في حجم الثمرة بسبب زيادة نمو البراعم الخضرية التي تنافس الثمار في هذه المرحلة و الأشجار غير المروية المغروسة في أراضي قليلة العمق أكثر حساسية لقلة الماء و لاسيما في سنوات الحمل.
3- نضج الثمرة:
يبدأ نضج ثمرة الزيتون في الفترة التي يبدأ فيها نقص المحتوى اليخضوري بأنسجة الثمار، و يطلق مصطلح " النضج الأخضر" على الطور الذي تبلغ فيه كل الثمار لوناً أخضر فاتحاً، بعد أيام قليلة من بدء تراكم الأنثوسيانين أو تلون الثمار الأسود و حينها تفقد الثمار صلا بتها و يمكن أن تستخرج النواة بالضغط على اللب . و المحتوى الزيتي ليس دليلاً موثوقاً به على النضج ، لأنه ما يزال في طور التجمع.
كيماوياً يقترن نضج الزيتون بنقص محتوى سكر الثمار و تراكم مختلف المركبات العطرية، و خاصة الكحولات و التربينات ، و تلعب الكحولات السكرية لاسيما المنثول دوراً مهماً في نقل الأيضات بالزيتون ، و أن نهاية تغير الألوان الخارجي يشكل مرحلة معبرة في نضج الزيتون و لاسيما تراكم الزيت ثم تنقص كثيراً سرعة هذا التجمع.
كل سلالة تتبع نمطاً وراثياً في تلون ثمارها و يبدأ التكون الحيوي للأنثوسيانين في خلايا البشرة بشكل متجانس في كافة الثمار القريبة و البعيدة، و يستمر التلون الأسود في نفس الخلايا نحو الأعلى و نحو الأسفل على طول الثمرة و في المرحلة التالية يتراكم في اللب متبعاً نفس النمط.
يعد طور النضج اللامتجانس للثمرة السوداء حاسماً لتحضير زيتون جيد لاستهلاكه كثمرة ، و عند انتهاء نمو الثمرة تبدأ في فقد الماء و حينما تفقد الثمار أكثرية الماء نفقد الثمار مرارتها وتصبح صالحة للأكل.
يؤثر استعمال الإتفون قليلاً في تطور إثيلين الثمرة الذي يزداد بتقدم النضج و يعتبر استعمال هذه المادة لانفصال الثمار كابحاً لتشكل الأنثوسيانين الحيوي و يرفع السيتوكين و بعض الأكسينات تراكم الأنثوسيانين في الزيتون الأخضر ، إذ أن الزيتون هو من الثمار القليلة التي يزداد فيها مستوى السيتوكين مع النضج و يبلغ مستويات منخفضة جداً عند النضج الأسود.
تخضع كمية الزيت الكامنة المتراكمة في الثمرة عند النضج أو القطاف لصنف الزيتون بشكل عام ،
لكن تتغير كثيراً حسب ظروف النمو و العمر و المناخ و الإنتاج بدرجة أقل ، و في جميع الأصناف يبدأ تجمع الزيت بعد الدخول في مرحلة النمو الرابعة بقليل و يوازي التوسع النشيط لخلايا غلاف الثمرة و تتزايد نقط صغيرة من الزيت في الشبكة الداخلية و تذوب فوراً لتشكل نقطاً أكبر ، و حينما تتضخم نقط الزيت تفقد الخلايا طاقتها التجديدية في مكان التشكل و في هذه المرحلة تتحول خلايا اللب إلى عضو للتخزين بينما تواصل الخلايا السليمة نموها.
أثبت الدراسات أن تراكم الزيت في ظروف متجانسة للزراعة الكثيفة كانت واحدة في خمسة عشر صنفاً مختبراً ، و عندما لا يفقد الماء صيفاً يكون تراكم الزيت خطياً أثناء نمو الثمرة النشيط، ويستمر كذلك حتى نهاية تغير لون الثمرة الخارجي ثم تنقص سرعته ، و تتسم كل سلالة بالزيادة اليومية خلال فترة تراكم الزيت خطياً ، و هكذا تعود فوارق تراكم الزيت بين الأنواع إلى سرعة الإنتاج اليومية و هذا يحدث أيضاً في نفس النوع و إن زرع في أماكن مختلفة، و كذلك تشير النتائج إلى أن التاريخ الأمثل لقطاف كل أصناف الحقل الكثيف المخصصة للعصر متجانس فينولوجياً في نهاية تغير اللون الخارجي.
تتبدل الخاصية الخطية لتراكم الزيت إذا غرست الأشجار في ظروف محددة و تعرضت لفترات الجفاف أثناء نمو الثمار و هذا ما يحدث في أغلبية البساتين الجافة المخصصة لإنتاج الزيت في الحوض المتوسطي، لذلك يجب تعيين موسم القطاف وفق استجابة كل سلالة للجفاف.
اقتصادياً تعتبر نهاية الفترة الخطية لتراكم الزيت اللحظة المثلى لقطاف الزيتون و قد يؤدي تأخيرها إلى ضياع الثمار و نقص الجودة بدون تحسين كمية الزيت الناتجة ، وانخفاض الجودة يمكن أن يرتبط بمشاكل صحية و فقدان النكهة ، و القطاف المبكر قبل انتهاء المرحلة الخطية لتراكم الزيت لا يعني ضياع الكمية بل كذلك الحصول على زيت مر يحتاج إلى الترسيب مدة طويلة.
و أما التركيب الأساسي لأحماض الزيت الدهنية فإنه يتغير بحالة النضج أقل كثيراً من تغيره السلالي و بظروف النمو البيئية.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى